حصوات الكلى هي تكوينات صلبة تتطور في الكلى عندما يكون هناك تركيز عالٍ من مواد مثل الكالسيوم والأكسالات وحمض البوليك والفوسفور في البول، ويمكن أن تختلف في اللون والكثافة والموقع والشكل، وتتراوح في الحجم من صغيرة مثل حبة الرمل إلى حجم كرة الجولف في الحالات المتقدمة. ربما يكون المفهوم الخاطئ الأكثر شيوعاً هو أن حصوات الكلى تحدث فقط للرجال، لكن هذا ليس صحيحاً، إذ يتم تشخيص حوالي 11% من الرجال و6% من النساء بحصوات الكلى. في السطور التالية ستتعرفين على أعراض حصوات الكلى عند النساء وأسبابها وطرق علاجها.
إنَّ السمنة ومرض السكري والمتلازمات الأيضية المرتبطة بهما زادت من ارتفاع معدلات إصابة النساء بحصوات الكلى، مع أعلى زيادة في معدلات الإصابة بين النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاماً. وعندما يكون لدى النساء المصابات بالسمنة حصوات في الكلى، فيصبحن أكثر عرضة للإصابة بحصوات معقدة يصعب علاجها، كما يصاحبها التهابات وألم في المسالك البولية، مما يقلل من جودة الحياة. وإلى جانب الظروف الأيضية التي تزيد من مخاطر حصوات الكلى، هناك مكوّن آخر قد يزيد من الخطر مع مرور الوقت لجميع البشر، وهو تغير المناخ، إذ لاحظ الباحثون منذ فترة طويلة وجود علاقة بين معدلات حصوات الكلى ودرجة الحرارة، فالمناخات الأكثر حرارة وجفافاً تُظهر انتشاراً أعلى لمرضى حصوات الكلى.
في حين أن بعض حصوات الكلى الصغيرة يمكن أن تمر عبر المسالك البولية وتخرج من جسمكِ دون أن تتم ملاحظتها، فإن البعض الآخر لديه علامات منبهة وأبرزها الألم، وتتشابه أعراض حصوات الكلى لدى كل من النساء والرجال، إذ تشمل ألماً في الظهر أو الجانين، وألماً منتشراً في الفخذ، إضافة إلى الغثيان والقيء، وظهور دم في البول، كما يمكن أن يؤدي وجود حصوات في الكلى أيضاً إلى التهابات المسالك البولية المزمنة.
هناك العديد من الخيارات المتوافرة لعلاج حصى الكلى، تتراوح بين اتباع أنماط الحياة الصحية إلى تناول العلاجات الدوائية وربما يصل بك الأمر إلى اللجوء للجراحة؛ يعتمد ذلك على حجم الحصى المتكونة ومكانها، ونوعها، وشدة الألم والأعراض التي تعاني منها، والمضاعفات المصاحبة لذلك مثل حدوث انسداد في المسالك البولية أو خلل ما في وظائف الكلى.
أولاً، انتظر
في معظم الأحيان، تكون حصى الكلى المتشكلة صغيرة الحجم بما يكفي ليقوم جسمك وحده بالتخلص منها بتمريرها عبر البول.قد يقترح عليك طبيبك الانتظار لمدة 2-4 أسابيع مع المراقبة للتخلص من حصى الكلى بشكل طبيعي.
خلال هذه الفترة عليك بالإكثار من شرب الماء بما يصل حوالي 3 لتر في اليوم، وجعلها عادة يومية تستمر عليها حتى بعد الشفاء لمنع تكون حصى جديدة.
استخدام الأدوية لعلاج حصى الكلى
في بعض الأحيان وعلى الرغم من صغر حجم الحصى المتشكلة لديك، فقد يسبب لك وجودها الشعور بالألم والانزعاج وغير ذلك. اعتماداً على وضعك قد يوصي طبيبك بأي مما يلي:
- مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والباراسيتامول.
- الأدوية التابعة لمجموعة حاصرات قنوات الكالسيوم ( مثل نيفيديبين Nifedipine) ومجموعة حاصرات ألفا (مثل تامسولوسين Tamsulosin) التي تعمل على إرخاء العضلات المبطنة للحالب وبالتالي توسيع المجرى خلاله (وهو أنبوب أسطواني يقوم بنقل البول من الكلية إلى المثانة) مما يسهل مرور الحصى عبره وخروجها من تلقاء نفسها.
- حالات الألم الحاد، تستدعي ضرورة الذهاب للطوارئ لأخذ المسكنات الأفيونية ومضادات الالتهاب عن طريق الوريد ومتابعة الحالة مع الطبيب عن قرب.
الجراحة لعلاج حصى الكلى
في بعض الأحيان تكون حصى الكلى المتشكلة عالقة داخل المسالك البولية أو ذات حجم كبير بحيث لا يسمح بخروجها بشكل طبيعي من تلقاء نفسها، مثل هذه الحصى قد تسبب حدوث انسداد في المجرى البولي بحيث تفقد قدرتك أو تواجه صعوبة بالغة أثناء التبول، أو تكرار الإصابة بعدوى المسالك البولية مما يضطر طبيبك إلى اللجوء لاستخدام أحد الإجراءات الجراحية طفيفة التوغل لتفتيت حصى الكلى وإزالتها.
هناك ثلاث تقنيات أساسية معتمدة لجراحة حصى الكلى، يقوم طبيبك بشرح الفوائد والمخاطر المترتبة على كل منها، للوصول إلى اختيار الطريقة الأنسب لحالتك مع الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل من بينها حجم وموقع الحصى لديك، الأدوية التي تتناولها، ووضعك الصحي وتفضيلاتك.
استخدام الموجات الصوتية التصادمية لعلاج حصى الكلى
من الخيارات العلاجية البسيطة التي يتم إجراؤها في العيادات الخارجية دون أي إجراء جراحي، يمكنك العودة إلى منزلك في نفس اليوم واستئناف ممارسة أنشطتك اليومية في غضون يومين إلى ثلاثة أيام. تستغرق حوالي 45-60 دقيقة وقد تحتاج إلى تخدير خفيف. تعتبر من الطرق الفعالة لتفتيت حصى الكلى الصغيرة ومتوسطة الحجم (حصى الكلى التي يقل حجمها عن 20 ملم). تقوم هذه التقنية على توجيه موجات صوتية عالية الطاقة من خارج الجسم عبر الجلد نحو الحصى الكبيرة لتفتيتها أثناء التصادم بها إلى قطع أصغر يتم التخلص منها بتمريرها عبر البول.
تعتبر الموجات الصوتية التصادمية أحد الخيارات واسعة الاستخدام والآمنة لتفتيت حصى الكلى، ومع ذلك فقد يصاحبها بعض الأعراض الجانبية مثل نزول دم في البول لا سيما في الأيام الأولى بعد العلاج.
في حال كنت تعاني من تشكل حصى الكلى الكبيرة أو الصلبة لا سيما تلك المكونة من أوكسالات الكالسيوم، أو فوسفات الكالسيوم، أو السيستين لا تكون الموجات الصوتية التصادمية من ضمن الخيارات الفعالة المتاحة لك.
استخدام جراحة المنظار المتقدمة والليزر لعلاج حصى الكلى
تنظير الحالب وهي من أحدث الإجراءات العلاجية المستخدمة لتفتيت حصى الكلى، تتم تحت التخدير العام دون إحداث أي جرح أو شق في الجسم، ويمكنك المغادرة في نفس اليوم. أثناء تنظير الحالب باستخدام المنظار وهو أنبوب رفيع يرتبط في نهايته كاميرا صغيرة تمكن الطبيب من كشف الأعضاء الداخلية ورؤية الحصى وتحديد موقعها، يقوم الطبيب بإدخال بإدخاله عبر فتحة البول مروراً بالإحليل إلى المثانة ومن ثم إلى داخل الحالب للتخلص من حصى الكلى والحالب. في حال كانت الحصى ذات حجم صغير يقوم الطبيب بجمعها داخل سلة طبية وإزالتها، أما إذا كانت ذات حجم كبير بحيث لا يمكن التخلص منها كقطعة واحدة يلجأ الطبيب هنا إلى توجيه أشعة الليزر أو الموجات التصادمية نحو هذه الحصى لتفتيتها بحيث يسهل خروجها عبر البول. اعتماداً على سير العملية ووضعك الصحي قد تحتاج إلى وضع دعامة بلاستيكية صغيرة وصلبة مؤقتاً من 4-10 أيام داخل الحالب بشكل يسمح بمرور البول عبر الحالب حتى يعود الحالب إلى طبيعته.
استخراج حصى الكلى عن طريق الجلد
وهي أفضل خيار لإزالة حصى الكلى كبيرة الحجم لا سيما بعد فشل الخيارات العلاجية الأخرى في تفتيتها، تتم تحت تأثير التخدير العام، وتتطلب المكوث في المشفى لمدة يوم أو يومين حتى تتعافى بشكل تام. خلال العملية يقوم الطبيب بإجراء شق صغير في الظهر لتمرير المنظار عبره إلى داخل الكلية مكان تواجد الحصى لرؤية الحصى وتحديد موقعها بدقة ومن ثم توجيه مصدر للطاقة مثل الليزر او الموجات فوق الصوتية لتفتيت الحصى إلى أجزاء صغيرة يتم شفطها عبر أنبوب خارجي مباشرة.