قلّة هي الفنادق التي استطاعت أن تشغل حيزاً في عالم الروايات، وفندق بوريفاج جنيف واحد منها، حيث أنّ هيلين لوغري وجدت فيه مصدر إلهام لتأليف روايتها “Les anges de Beau-Rivage” (ملائكة بوريفاج) التي نُشِرَت مؤخراً باللغة الفرنسية، ومن المرتقب صدور نسخة إنجليزية للكتاب في وقت لاحق.
تدور القصة حول أدلين، فتاة يتيمة من سافويارد، تقطّعت بها السبل في جنيف حيث أشفقت عليها ثلاث سيدات طيّبات يعملن في الفندق، وتكفّلن برعايتها وتعليمها مهنة الضيافة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفندق الجاثم على ضفاف بحيرة جنيف، والزاخر بالتاريخ العريق والحكايات يعود بناؤه إلى الزمن الجميل (1865)، ويُعدّ وجهةً مفضلةً لكوكبة من المشاهير وكبار الشخصيات، وإذا به يضيف إنجازاً جديداً إلى محفظته بدخوله عالم الروايات من بابه العريض بعدما غدا مصدر إلهام للكاتبة لوغري. والآن بوسع الضيوف اختبار مجريات رواية لوغري الترفيهية مباشرةً من موقع الحدث، بمجرّد حجزهم إقامةً في هذا القصر الأسطوري.
بالإضافة إلى ذلك، يستطيع عشّاق الأدب استكشاف تاريخ المدينة العريق وثقافتها خلال إقامتهم في ربوع فندق بوريفاج جنيف، نظراً لموقعه المجاور لمتاحف ودور عديدة مكرّسة لفلاسفة وكتّاب حفروا اسمهم في التاريخ. فعلى بعد دقائق من بوريفاج، يربض “Saint Jean Property”، وهو المنزل الذي عاش فيه المؤرخ والفيلسوف فولتير خلال فترة إقامته في جنيف. وقد تحوّل هذا المسكن اليوم إلى معهد ومتحف فولتير، ويضمّ مكتبةً تحوي ما يعادل 25000 مجلّد.
كما أنّ الفندق يقع على مقربة من دار روسو والأدب، وهو منزل الفيلسوف الجنيفي جان جاك روسو في المدينة القديمة. فهنا سوف يجد الزوّار حياة هذا المواطن الجنيفي المشهور وأعماله مجسَدةً بالصوت والصورة.
أمّا هواة الرحلات الثقافية الترفيهية فيمكنهم أن يطلبوا من فريق الكونسيرج “كلي دور” لدى بوريفاج أن يرتّب لهم جولةً بالدراجة إلى معالم الجذب الأدبية التي تكتنفها جنيف. وتحت قيادة مرشد سياحي متمرّس، تنطلق رحلة البحث عن كتّاب رسائل الحب على الدراجة الهوائية. انغمس في مغامرات “سيمون دو بوفوار” أو “أبولينير” أو “جون كيتس” المفعمة بالرومانسية بين أحضان حديقة أو على ضفاف بحيرة، فيما تتنقل بدرّاجتك بين هذه المواقع المليئة بالتشويق.