عادةً ما تأتي القصص التي تلهمنا من تجارب مليئة بالصعوبات والتحديات، وهذا تمامًا ما حدث مع نور عريضة. عارضة الأزياء اللبنانية التي أصبحت رمزًا للأناقة والقوّة، لم تنشأ حياتها على وسادة من حرير. بل كانت مليئة بالتجارب القاسية التي اختبرتها وأظهرت معدنها الحقيقي.
في حديثها الصريح على بودكاست “عندي سؤال” مع الإعلامي محمد قيس، شاركت نور تفاصيل ملهمة عن رحلتها مع تحمّل المسؤوليّة، والأزمات، والنهوض مجددًا، وكيفية تحويل الانهيار النفسي إلى نقطة قوّة. لا تتحدّث هذه القصة عن نور فقط، بل عن كلّ امرأة يمكن أن تجد في نفسها القوّة لتخطي التحدّيات.
مسؤوليات مبكرة تبني الشخصية
عندما بلغت نور الخامسة عشرة من عمرها، وجدت نفسها تواجه مسؤوليّات ثقيلة لم تكن مُتوقَّعة. كان والدها يمرّ بأزمة ماديّة أثّرت على العائلة بأكملها. وبدلًا من أن تنكسر تحت وطأة الظروف، قرّرت نور أن تقف بجانبه بكلّ شجاعة. كانت والدتها تعمل بجهدٍ أيضًا، ممّا أضاف عليها عبئًا نفسيًّا لتكون سندًا لعائلتها.
شكّلت تلك المرحلة نقطة تحول مبكرة في حياتها، حيث تعلمت أن الأزمات تصنع الأبطال، وأن الدعم العائلي وقوة الإرادة يمكن أن يجعلا الإنسان يتغلب على أصعب المحن.
خسارة المال وبداية جديدة
لم تتوقف التحديات عند المراهقة. بعد زواجها، واجهت نور وزوجها جورج أزمة مالية غيرت حياتهما رأسًا على عقب. فقد تحولت أحلامها بحياة زوجية مثالية مليئة بالفخامة إلى واقع قاسٍ اضطرها إلى بيع فستان زفافها وخاتمها لتأمين احتياجات عائلتها لمدة ستة أشهر.
لم يكن هذا القرار الصعب مجرد حل مؤقت، بل كان نقطة انطلاق لبناء حياة جديدة بأسس مختلفة. أدركت نور أن الصعوبات المالية لا تعني نهاية الطريق، بل فرصة لإعادة ترتيب الأولويات والعمل بجدية أكبر لتحقيق الاستقرار.
مواجهة الانهيار النفسي بشجاعة
في خضم هذه التحديات، واجهت نور انهيارًا نفسيًا كان يمكن أن يعط~ل مسيرتها بالكامل. لكنها اتّخذت قرارًا شجاعًا بالسعي للحصول على العلاج النفسي. تحدّثت بصراحة عن هذه التجربة، مؤكِّدةً أن اللجوء إلى العلاج ليس ضعفًا بل خطوة قويّة نحو الشفاء.
أوضحت نور أن الاعتراف بالمشاعر ومعالجة الألم النفسي يمنح الإنسان طاقة جديدة لمواجهة الحياة. كما أكّدت أنّ الدعم الذي قدمه لها زوجها وشقيقها كان له دور كبير في مساعدتها على استعادة توازنها.
منصة لنجاح غير مُتوقَّع
رغم كل الصعوبات، لم تستسلم نور. بل بدأت مسيرتها المهنية في عالم الأزياء عبر منصات التواصل الاجتماعي. باستخدام إبداعها وشخصيتها المميزة، استطاعت جذب انتباه كبرى العلامات التجارية. هذا النجاح لم يكن وليد الحظ، بل نتيجة بذل جهد متواصل ورؤية واضحة. لم تتوقّف نور عند كونها عارضة أزياء فقط، بل أصبحت مصدر إلهام للكثيرين من خلال مشاركتها تفاصيل حياتها الواقعيّة التي تجمع بين الصعوبات والنجاحات.
إقرئي المزيد: نانسي عجرم تكشف عن سبب ابتعادها عن الأضواء.
