أفادت “ستيلكيس” في دراستها الاستبيانية الثانوية للمستخدم العالمي بأن مساحات العمل غير الرسمية تلعب دوراً هاماً في تحفيز الموظفين، وتحسين الرفاهة، وتخفيف جوانب الرتاية في مكان العمل. إلا أن الاحصاءات تشير إلى أن 42 من الموظفين في جميع أنحاء العالم غير راضين عما تقدمه أماكن عملهم غير الرسمية، حيث أن معظم الشركات توفر فقط التجهيزات التقنية والإذن بالعمل في مساحات غير رسمية، دون تقديم مساحات تدعم الرفاهة البدنية والمعرفية والعاطفية.
وقام فريق “ستيلكيس وورك سبيس فيوتشرز” المتخصص في مستقبل مساحات العمل بإجراء الدراسة الاستبيانية الثانوية للمستخدم العالمي، والتي بحثت بشكل دقيق في كيفية وأسباب استخدام المساحات غير الرسمية في المكاتب حالياً. ووجد الاستبيان أن 87% من الموظفين العالميين يقضون ما بين ساعتين وأربع ساعات يومياً بعيداً عن منصات العمل الرئيسية، وذلك بحثاً عن طرق للتواصل مع الزملاء أو للابتعاد طلباً لأوقات خاصة.
وفي حين أن لتصميم المكاتب أهمية كبيرة في جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، إلا أن مساحات الدعم تـثـبت دورها الأساسي في إرساء ثقافة صحية للشركة. وتوصّل الاستبيان إلى أن ثلاثة من أهم أربعة دوافع لاستخدام المساحات غير الرسمية تدعم شكلاً من أشكال التواصل الاجتماعي مع الزملاء، ومنها: التفاعلات الاجتماعية السريعة وغير الرسمية (41% من المشاركين)، والتفاعلات الاجتماعية الأخرى (33%)، والعمل الجماعي التعاوني (28%). كما يعتقد 43% ممن شملهم الاستبيان أن المساحات غير الرسمية لها أهمية بالغة في إنشاء علاقات أقوى، والمساعدة على بناء الثقة.
وقال حسن الحربي ، المدير الإقليمي “لستيلكيس وورك سبيس فيوتشرز”: “بينما ساهمت التكنولوجيا في تمكين الموظفين وجعلهم منتجين أثناء التنقل، إلا أنهم يدركون فائدة العودة إلى المكتب من أجل التعاون وبناء فرق العمل، والحصول على مكان للتركيز. ولقد عزّزت هذه الطفرة المكتبية من أهمية إنشاء مكان للعمل يدعم جوانب الرفاهة الشاملة للموظفين، بالإضافة إلى تنشيطهم وتحفيزهم من خلال منحهم خياراً لمكان وكيفية العمل، مع وجود مساحات تأخذ بعين الاعتبار أيضاً الاحتياجات المختلفة للقوى العاملة متعددة الأجيال”.
ما يريده الموظفون
بالحديث إلى 2,806 مشارك في أنحاء ثماني دول[1]، تألفت العيّـنة البحثية في الاستبيان الثانوي للمستخدم العالمي من 23% من جيل طفرة المواليد (1945-1964)، و 44% من الجيل “إكس” (1960-1980)، و 32% من جيل الألفية (1981-1996). واختبر الاستبيان نمطية التجهيزات غير الرسمية داخل بيئة العمل، بما في ذلك أماكن الطعام، وردهة الاستراحة، والمقهى، والمنصات، وركن المشروبات، والباحة الخارجية، ومنطقة الاسترخاء. كما ركّز على المحفزات الرئيسية والنشاطات والفوائد التي تقدمها مساحات الدعم، وجوانب الرضا والأداء بشكل عام، فضلاً عن الآراء حول أنماط التجهيزات.
وبفضل التحول في مكان وكيفية إنجاز المهام، فإن المساحات البديلة والأقل رسمية باتت تحظى بأهمية متزايدة في تصميم المكاتب حول العالم. واختبرت الدراسة عدداً من التجهيزات غير الرسمية، وكيف يتم استخدامها من قبل الأجيال الأصغر والأكبر سناً، ووجدت أن مساحات الدعم تحتاج لبذل جهد مضاعف من أجل تلبية متطلبات الموظفين متعددي الأجيال.
ردهة الاستراحة: إن الأجواء العفوية لردهة الاستراحة تعطي الموظفين فرصة للابتعاد عن منصات العمل، والاسترخاء والتواصل اجتماعياً وبصورة مبتكرة. وتنظر الأجيال الأصغر سناً إلى تجهيزات ردهة الاستراحة على أنها مكان هادئ للخصوصية، بينما تميل الأجيال الأكبر سناً إلى استخدامها لتبادل أطراف الحديث والتواصل الاجتماعي.
أماكن تناول الطعام: سجّلت أماكن الطعام أعلى النقاط من حيث التنوع، واستضافة جميع أنماط العمل من المهام الرسمية وغير الرسمية، إلى العمل الجماعي والفردي، بالإضافة إلى المكالمات الهاتفية ومؤتمرات الفيديو. وينظر الموظفون الأكبر سناً إلى أماكن تناول الطعام كمساحة للتواصل مع الزملاء، بينما يربط الموظفون الأصغر سناً هذا المكان أكثر بتبادل أطراف الحديث، وبالجوانب الشخصية، والراحة الذاتية.
ركن المشروبات: تساعد المقاعد المرتفعة في ركن المشروبات على دعم وضعية الجلوس أو الوقوف. ويستخدم جيل الألفية على الأغلب مساحات تناول الطعام وركن المشروبات للقيام بالأعمال التي تحتاج إلى التركيز، في حين تستخدم الأجيال الأكبر سناً هذه المساحات للتعاون والتواصل الاجتماعي.
منطقة الاسترخاء:
توفر منطقة الاسترخاء الصغيرة مكاناً مريحاً للاستراحة أو التركيز. ومع ذلك، ترى
الأجيال الأصغر سناً تجهيزات منطقة الاسترخاء كمكان لتبادل أطراف الحديث، أكثر من
الأجيال الأخرى.
وفي ظل النقاط الحالية
والمتاحة حول معدلات الرضا والأداء للمساحات غير الرسمية، والتي تشير فقط إلى
مستويات معتدلة للرضا، تبقى هناك فرصة كبيرة للتحسين في جميع أنحاء العالم. ويرغب
الموظفون في تحسين المساحات بإضافة المزيد من المناظر الطبيعية أو الخضراء (45%)، ودعم أفضل
لسبل التواصل غير الرسمي مع الزملاء (41%)، وتوفير مستوى أفضل للخصوصية الصوتية
والمرئية (38%)، وإنشاء بيئة عمل أفضل (37
[1] الدول التي شملتها الدراسة الاستبيانية الثانوية للمستخدم العالمي، هي: الولايات المتحدة الأميركية، كندا، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الصين، والهند