فيروس كورونا: هل تقوية جهاز المناعة تقي من الإصابة به؟

يقال أن الكثير من الأطعمة تقوي جهاز المناعة وتقي من فيروس كورونا، ولكن هذه المعلومات مغلوطة على الرغم من أنها متداولة بكثرة، وهذا ما يؤكده اختصاصيو التغذية. فحتى من مناعته قوية معرض للإصابة بفيروس كورونا، ما يعني أن الإصابة محتملة حتى لو تناولتم الاطعمة التي تقوي المناعة.

من الموز إلى اليانسون والفلفل الأسود والخل وغيرها، كلها أطعمة تم ذكرها في الكثير من المواضيع والمنشورات على أنها تحمي من الاصابة في الفيروس، او حتى تقتله!

أكيكو إيواساكي، أخصائية المناعة بجامعة ييل، ذلك بالقول إن الجهاز المناعي يتكون من آليات دفاعية مختلفة، إذ يشكل الجلد والجهاز التنفسي والأغشية المخاطية خط الدفاع الأول ضد العدوى، لكن إذا اخترقها الفيروس، يطلق الجسم الاستجابة المناعية الفطرية، التي تشمل مواد كيماوية وخلايا تتعاون لمحاربة الكائنات الدخيلة.

وفي حال عدم نجاح المناعة الفطرية في محاربة الكائنات الدخيلة، يتصدى لها الجهاز المناعي التكيفي أو المكتسب عن طريق الخلايا والبروتينات أو الأجسام المضادة، في غضون بضعة أيام أو أسابيع.

وتستهدف المناعة التكيفية أنواعا معينة من مسببات الأمراض دون غيرها، إذ أن الخلايا اللمفاوية التائية التي تستهدف فيروس كورونا المستجد، على سبيل المثال، لا تستجيب لأي مسببات أمراض أخرى.

وتساعد اللقاحات، أي تعريض الجسم لجراثيم حية أو ميتة، الجسم على التعرف على مسببات الأمراض لتسهيل محاربتها.

لكن معظم الأعراض التي نشعر بها عندما يهاجم الجسم أحد الفيروسات، من آلام الجسم والإفرازات المخاطية والحمى، هي جزء من الاستجابة المناعية الفطرية. إذ تساعد الإفرازات المخاطية على طرد مسببات الأمراض، وتعمل الحمى على تسخين الجسم إلى حد يحول دون تكاثر الفيروسات والجراثيم.

ولو افترضنا أن هناك بالفعل معززات للجهاز المناعي، فإن هذه المعززات ستنشط الاستجابة المناعية وتزيد من حدة أعراض الالتهابات، مثل المخاط والإشارات الكيماوية، التي تشكل أساس الاستجابة المناعية السليمة. وهذا يعني أن الشاي الأخضر وشاي كمبوتشا وغيرها من وصفات تعزيز المناعة، لو كانت تقوي المناعة حقا، فستزيد من سيلان الأنف فقط.

المصدر: BBC.com

شارك