اختارت دار جورج حبيقة هذا الموسم أن تحتفل بالتُراث وبأحد عجائب العالم القديم، وهي فخورة بأن تكون أول دار أزياء تُقدّم مجموعتها في قلعة بعلبك الأثريّة.
تُعرف هذه القلعة بأنها هيليوبولس العصر الهيلينستي، وهي إحدى العجائب المعماريّة المُدرجة على لائحة التُراث العالمي منذ العام 1984. إذ تتضمّن أكبر المعابد الرومانيّة على الإطلاق وأحد أفضل المعابد المحفوظة في جميع أنحاء العالم، والتي تُسلّط الضوء على دمج العمارة الرومانيّة مع التقاليد المحليّة.
انبثق تعاون دار جورج حبيقة مع وزارة الثقافة اللبنانيّة من رغبة الطرفين في إبراز التراث اللبناني الغني من منظور جديد ونقله إلى عاصمة الموضة باريس. وهو يندرج ضمن مهمة جورج وجاد حبيقة في دعم البيئة التي يعيشان ويتطوّران فيها.
يمتدّ هذا التبادل بين الموضة والثقافة إلى عمق المجتمع، وقد اختار المُصممان عبر تواصلهما مع وزارة الثقافة هدفاً يدعمانه ولذلك سيتمّ التبرّع بجزء من عائدات مجموعة الأزياء الجاهزة لربيع وصيف 2024 إلى مركز سرطان الأطفال في لبنان.
لايحتفل هذا الحدث بالموضة فحسب، بل يُشكّل أيضاً مزيجاً غير تقليديّ بين التاريخ، والفن، والعمل الخيري.
إلهة الحب
قدّمت دار جورج حبيقة مجموعتها من الأزياء الجاهزة الخاصة بربيع وصيف 2024، وقد استمدّت إلهامها من أفروديت إلهة الحب والجمال، ولوحة “ولادة فينوس” للرسام الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي. تُمثّل هذه المجموعة مزيجاً من الأناقة الخالدة، الجاذبيّة الرومانسيّة، والإبداع الفني. وهي تُترجم تأثير الآلهة على المشاعر الإنسانيّة والجماليّات، كما تلتقط عبر التصاميم والخلطات اللونيّة المُستعملة، حضور أفروديت في مجال الاحتفال بالحب، والجمال، والأناقة.
تستحضر التصاميم الإنسيابيّة والخامات الأثيريّة شعوراً بالرومانسيّة، من خلال الالتفاف حول الجسم والاستعانة بطبقات الموسلين والدانتيل، أما التدرجات الباستيليّة الناعمة والأقمشة الذهبيّة اللمّاعة فتُترجم علاقة الإلهة بزبد البحر الذي خرجت منه. ويُمثّل اللؤلؤ والأصداف البحريّة رموزاً للنقاء والأناقة في الأعمال الفنيّة وفي الأكسسوارات، وهي تظهر على التصاميم إلى جانب أوراق الكرمة، الشمس المُشرقة التي تتلألأ على سطح الماء، الزهور اللؤلؤيّة، والنباتات المائيّة. أما التطريز الغني الذي يُعتبر جزءاً من إرث دار جورج حبيقة، فهو يتألق بكل إشراقه المعهود، وقد تمّ تنفيذه بالألوان الناعمة والكثير من المواد اللامعة والقزحيّة، ليُزيّن بعض تصاميم المجموعة فيما بقي بعضها الآخر بسيطاً وخالياً من أي لمعان.
تنوّعت الخامات المُستعملة بين الكريب، الجورجيت، الدانتيل، الدنيم، الأقمشة المُذهّبة، والموسلين المُطبّع. تزيّن الدانتيل بدوائر تُصوّر عناصر مُختلفة كأفروديت، والدلافين، والصدف البحري، واللؤلؤ، وأوراق الزيتون، وزهرة الأوركايد التي تتميّز بكونها شعار دار جورج حبيقة. أما الخامات المُقصّبة والمُنفّذة من الرافيا فتمّ استعمالها في العديد من تصاميم المجموعة، وحتى دمجها في التطريز. وقد صوّرت الرسومات على الموسلين مناظر غروب الشمس اليونانيّة التي تُرخي بظلالها على الأعمدة، والطحالب، والصخور، والماء، والطيور، والفراشات، والزنابق، وسيقان الخزامى، والأسماك، والبجع، والعناصر الطبيعيّة الأخرى… كما دخلت الحبال المشغولة على شكل ضفائر في التفاصيل المُنفّذة يدوياً.
تتضمّن الأكسسوارات قرطاً معدنياً حلزونيّ الشكل من الصدف البحري واللؤلؤ بالإضافة إلى حزام جلدي تزيّنه اللآلىء أيضاً وتتوسطه زهرة أوركايد. وقد أتت الأحذية مُسطّحة وتزيّنت بأربطة على شكل ضفائر، وحتى الأزرار تمّ تصنيعها لتبدو مثل أشعة الشمس المُنبثقة من زهرة الأوركايد.