إنّها مصمّمة صناعيّة بالتدريب ورائدة أعمال ومدافعة عن التصميم عن ظهر قلب. تعتبر سحر مدانات إحدى أكثر المصمّمين الحاصلين على جوائز في الشرق الأوسط، فهي متفوّقة في تصميم المنتجات، ويجمع عملها بين التصاميم الطبيّة والأثاث بمفهوم جديد. كما تعمل جاهدة في مجال تطوير المواهب الجديدة والتفكير التصميميّ الملهم في الشرق الأوسط من خلال مشاركتها في اللقاءات وورش العمل واستخدامها التصميم بهدف تمكين المجتمعات المتميّزة. أطلقت أخيراً بتعاونها مع شركة «سيراميك رأس الخيمة» RAK Ceramics مجموعة RAK-Remal الجديدة للحمّامات، والتي استلهمتها من الأشكال الديناميكيّة للكثبان الرمليّة التي تشكّلها الرياح، وهي تتوافر باللونين الأبيض اللاّمع ولون Mica الأبيض الترابيّ والطبيعيّ الجديد. وتحتوي هذه الأدوات الصحيّة الجديدة على Reelflush، وهي تقنيّة الشطف المزدوج الجديدة  المتميّزة والموفّرة المياه.

وللتعرّف أكثر على رؤية سحر مدانات الفنيّة، كان هذا الحوار:

هل تصنّفين نفسك من النساء الرائدات في مجال صناعة المنتجات في الشرق الأوسط؟

أن أكون مصمّمة منتجات ورائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا المجال مسألة طبيعيّة جدّاً بالنسبة لي وصعبة في آنٍ معاً، حتّى لو كان المحرّكون الأوائل في هذا المجال تحمّلوا دائماً المسؤوليّة في فتح هذه الطريق الجديدة، إذ في الواقع، يحتاج مجال التصميم إلى المزيد من النساء، لا سيّما أنّهنّ من يتّخذن قرارات الشراء في معظمها في المنزل.

وعن تأثير وطنها وثقافتها على مقاربتها في مجال التصميم، قالت: «إنّ الأردن ليس دولة غنيّة بالموارد، لقد كبرت على ذلك، وتعلّمت أنّ الضرورة أمّ كلّ الاختراعات. وعلى ما أعتقد، دفعتني هذه الحقائق، جنباً إلى جنب، مع طبيعتي الفضوليّة والتجريبيّة، إلى مقاربة التصميم بعقليّة الاكتشاف».

وأشارت إلى أنّ «ثقافتها مبنيّة بشدّة على المجتمع والكرم والتراث»، وقالت: «جعلني كلّ هذا أشعر بالتعاطف مع الآخرين والوعي على أنّ قراراتي وأفعالي كمصمّمة يمكن أن تؤثّر على المجتمع».

أضافت: «على مرّ السنين، عملت مع العديد من الحرفيّين ودعمت مؤسّسين في منتجاتهم وشركات ناشئة لتأسيس نظام بيئيّ واقتصاد أقوى من خلال التصميم. وهذا الشعور بالمسؤوليّة تجاه المجتمع أمر بالغ الأهميّة، وهو يشكّل جزءاً لا يتجزّأ منّي بسبب ثقافتنا وروابطنا. كما أنّه حاضر في تعاوننا مع «سيراميك رأس الخيمة»، حيث قاربنا مفهوم النظافة كما ينظر إليه في التراث العربيّ. وبذلك، تمّت الإشارة إلى الحمّام باسم «بيت الراحة»، وشكّل هذا عاملاً أساسيّاً ملهماً في المجموعة.

ما الذي ألهمك في تصميم RAK-Remal؟ وما هي الجوانب التي ركّزت عليها أكثر؟

استلهمت RAK-Remal من لحظة الهدوء، فتخيّل الشعور الذي ينتابك وسط الكثبان الرمليّة الجميلة وهدوء المساحة والأشكال الناعمة للرمال الذهبيّة التي تحيط بك، عندما تستمتع بالسماء المفتوحة والريح يلامس وجهك. لقد ركّزنا على التقاط هذا الشعور بالانتعاش عند عملنا على التصميم، وتمّ التعاطي مع كلّ جوانب المجموعة لجعل الناس أقرب إلى التقاط أيضاً هذا الشعور، الذي تعطيه تلك الحركة الخامّ والعضويّة والملهمة لهذه الرمال التي استهلم منها تصميم المغاسل بمظهرها الرمليّ النهائيّ المميّز.

ما معنى الرمال كمصدر للإلهام؟

للرمل صفات علاجيّة تجعلنا نشعر بالهدوء والأصالة، وهو يستخدم في ثقافات عدّة نظراً إلى صفاته التأمليّة، فجماله المهيب يبرز في الكثبان الرمليّة في الصحراء، فهو يتحرّك مع الريح ومع لمسة كلّ يدّ ومع حوافر الأحصنة ليشكّل أشكالاً رائعة. إذاً، تختصر الرمال اللحظات والذكريات والأحاسيس. 

وعن فلسفتها في التصميم، قالت: «أنا شخص شغوف جدّاً في حلّ المشاكل وفي مراحل الاكتشاف خلال عمليّة التصميم، وأنجح في إيجاد التوازن المثاليّ بين الشكل والوظيفة، ففلسفتي في التصميم مدفوعة بهذا الشغف في السعي وراء المزيج المثاليّ بين سهولة الاستخدام والجدوى والعلاقات العاطفيّة».

وأشارت إلى أنّ «التصميم هو العلم والفنّ عندما يعملان معاً لإضافة قيمة إلى حياتنا وتحسينها».

وعمّا يؤثّر بأسلوبها في التصاميم، قالت: «إنّ أكثر ما يؤثّر على تصاميمي الناس والبساطة. ففي الاستوديو الخاص بي Twelve Degrees، ننغمس في فهم سلوك المستخدم وحاجاته، وهذا الأمر يشكّل جزءاً لا يتجزّأ من عمليّة التصميم، الذي نعمل أيضاً على تبسيط مفاهيمه بشكل مستمرّ وفق ما هو مطلوب فقط، رغم أنّ البساطة في التصميم يصعب تحقيقها بالفعل. وإنّي مؤمنة بـ«الأقلّ هو الأكثر»، ولذا عندما نبتكر تصميماً جديداً، نأخذ في الاعتبار ما إذا كان قيمة مضافة ومدى استدامته وهل يمكن تحسينه، وهل له قصّة تستحقّ الرواية؟، فهذه المقاربة جعلت عملنا مبسّطاً ومبتكراً».

وتحدّثت عن تعاونها مع «سيراميك رأس الخيمة»، ووصفته بالـ«جيّداً جدّاً»، وقالت: «إنّ شركة سيراميك رأس الخيمة تركّز في شكل كبير على التصميم وتوفّر مساحة إبداعيّة كبيرة للمصمّمين من أجل العمل. وأدّى فريق عملها دوراً كبيراً جدّاً في تحويل مفهوم التصاميم إلى حقيقة واقعة من خلال خبرته الفنيّة، فأنا متحمّسة جدّاً لرؤية كيف ستنمو هذه المجموعة في السنوات المقبلة».

شارك